الأحد، يونيو 01، 2008

عَودةُ ميت

عَودةُ ميت

في صبيحة يوم بعيد رسمت المعاني بأمل رقيق بشوق الدنيا خطت الحروف وبحب الوفاء شكلتها وكلها أمل بعودة قريبة ثم أودعت الرسالة لصديق راحل إلى حيث هو

حدثته عن تغيُرِ شوارع الحي الصغير و صاغت في رسالتها جزء، وجزء فقط من نبضات حب سكنتها ودونت فيها بعض من تطورات حَملها حتى يكون معها في كل ما يتعلق بطفلهما القادم عله يعود من أجله\ أجلها..

وصلته الرسالة ووصلته أخرى ثم أخرى لكنه فضل التجاهل و الغياب بصمت مطبق متكتما على أخبارهـ مبتعدا عنهم وحين قرر العودة عاد عاد ليبارك لأخيه زفافه التقليدي الذي استطاع هو الفرار منه وتدين بعض النقود ليصدم عند بوابتهم القديمة البالية الذي رسم عليها الصدأ سنين الصبر الصامت بطفلة هي أقرب ما تكون كربونته بعينيها السوداويين وبلون شعر حالك السواد ترتدي فستانا ذهبيا مطرزا بلون كرزي في عمر اليراع تسير أمامه لم يتمالك نفسه بسؤال فضول بادر بالخروج .. - يا حلوة ما اسمك ؟! - بتول

أمسكت بيدهـ الطفلة تقودهـ إلى حيث يوجد العريس سامي - أخوه - في لحظات كهذه وبعد غياب خمس سنوات توقع أن يستقبله أخوه بأحضان وترحيب بدلا من أن تشخص عينيه ويشحب وجهه ويرميه بسؤال يقطر صدمة وذهولا

- كيف عدت ؟

( ببرود) – عدت بالطائرة لبلدي وعائلتي بعد أن فقدت وظيفتي في بلد الغربة لا يوجد أجمل من أرض الوطن .. سامي من هذهـ وكأنها توأم لنا

- هذ من المفترض أن تعتبر تقريبا ابنتي بعد أن أتزوج الليلة من والدتها التي حصلت قريبا على الطلاق الغيابي..بدلا من أن تكون ابنتك !!

مادت به الذكرى فطاف طيف عتيق لفتاة هيفاء ناعمة في عمر الطفولة حَملها ذنب تقليد الزواج العائلي فرحل عنها بالأحرى عن عائلته وتهديداتهم . وطيف أخرى لرسائل تفوح منها شذى لعطر زوجته – من كانت زوجته – تُرمى في نفاية قرب مدفئته دون أن يفتحها !!

ليست هناك تعليقات: