الأربعاء، يونيو 25، 2008
ماشي على التقاليد صح !
السبت، يونيو 21، 2008
ابتسامة الريح
.

رمز لسخرية الأحداث العصيبة الكائنة من تلقاء نفسها
ونكون نحن أيادي لفعلها في حياتنا القصيرة مؤثرين بحياة من حولنا
مثلا حين تنثر بين الإخلاء السموم كلهم في بعض يظن
وبعد الكفن يكشف المستور أن ما كان أشواك ظنون مجرد خيال مدفون
أو حين تبذل راية بيضاء في مساعدة بين أحباب
فتسرع بذلك الهدم المحتوم بينهم
تقف تسأل الكون الواقف بشموخ كيف له ألا ينتحب بكاء
أكان من المقدر أن نحيا دون أرواح محطمه
نبض صخر
- ولد حنا ما نلعب هنا .. إذا فكرت تغلط بالحسابات دور شركة ثانية ..
كانت تلك أول جملة سمعتها في أول لقاء لي مع الصخر بعد بدء العمل
اليوم وبعد خمس سنوات ها أنا خلفه أقف كما هو واقف
نرقب شاشة إعلان المناقصات إن لصفقة اليوم طابع مختلف
الربح والخسارة احتمالاتهما في ميزان واحد وبكفتين متعادلة
و أرى العاملون أكثر منه توتراً وتوجسا من النتائج المرتقبة
لا علّم لي بأحد يطابق اسمه شكله كما هو
لكم مرةٍ خسر وفي كل مرة يضاعف الخسارة ربحاً ولكم من أرواح شتت وتبعثرت جراء سعيه لـ شركته العريقة !
تغيرت أرقام الشاشة أسمع في صالة الموظفين همهمات غريبة
أطرقت برأسي أستمع للعبارات المواسية..
-أستاذ صخر تعوضها بخير ,,, أبو عبد الله راحت تجي غيرها ان شاء الله ...الخ
وكعادة أبي يقطع تملقهم وينظر إليهم بنفس الملامح وخطوط الوجه
يرسل عبارته المشهورة بعد كل خسارة تحدث - مع ندرة حدوثها -
_ اشكر لكم تواجدكم غدا إجازة .. ليعد كل إلى مكتبه....
أكمل عبارته!وياللعجب
_عبد الله أبيك توصلني لشركة أبو محمد الآن .. ..
اتجهت إلى سيارتي وبدأت بمضغ علكة من نوع ما عل ذاك يخفف من خفقات قلقي
المكنى أبو محمد ذاك والذي ربحت مناقصته اليوم يكون والد خطيبتي
ومع خسارة الوالد.. احسب خطوط النور التي كنت أتأملها في مستقبلي بدأت تضمحل
وتطغى عليه كغاماة رمادية صورة لـ صخر مملوء بمرارة الخسارة
ما الذي أستطيع فعله هل أسمح بحل خطبتي لمجرد أن والدها ربح ..؟
تصبرت وأنا أردد قوله تعالى( ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا )
علني أهدهد أعصابي النافرة في
استرقت النظر إلى ملامحه الهادئة الخشنة ..
لم تتغير وكأنه لم يخسر فلسا ..وكأنه ليس متجها لإفساد حياتي حياة إبنه
استمع لصوت قادم يجري من أول مقابلة لي معه في الشركة"" نحن لا نلعب هنا ""..
نعم هو لا يلعب سوى بالمال وبخطبة ابنه
شددت أعصابي مع توقفنا أمام مكتب من أريده أن يكون حمّاي
وكل شياطين الدنيا تتنطنط على رأسي تحثني على إيقاف أبي والعودة به إلى مكتبه حيث ينتمي
- أبو محمد مبروك الربح إن شاء الله دايم..
- دامت أيامك ..و معوض بخير أبو عبد الله تدري السوق يوم لك ويوم عليك ..
- أكيد ..وبناسبة فرحتك اليوم بغيت افرح معك وأعوض خسارتي ونحدد موعد ملكة العيال .. ..
تسارعت أنفاسي حتى توقفت لقد حدث ما لا أتوقع أن يصدر من صخر لا ينبض قلبه
أيبارك لغريمه نجاحا خطف من بين يديه .. ولأجل من .. لأجلي !!
رواسب الذكريات تغيب ثم تعود كسراب بعيد لتدك هواجسي البلهاء
لتتدافع وتزدحم صور الماضي فرغم كل الجبال التي تغلف صخر وتعاملاته
كيف تناسيت نبض صخر !!
مساعداته لي في كل مكان
موافقته لمصاهرة أكثر منافسه قوة من أجلي ابتسامته بشاهدتي الجامعة رغم تدني مستواها
ضحكاته عندما يرتفع صوتي بتقليده, لعبه معي ..هداياه لي
وأشياء أخرى كأبي ليس كصخر .!
.
الأربعاء، يونيو 18، 2008
شركـــــــة

السبت، يونيو 14، 2008
سنة ونص !
الأحد، يونيو 01، 2008
عَودةُ ميت
عَودةُ ميت
في صبيحة يوم بعيد رسمت المعاني بأمل رقيق بشوق الدنيا خطت الحروف وبحب الوفاء شكلتها وكلها أمل بعودة قريبة ثم أودعت الرسالة لصديق راحل إلى حيث هو
حدثته عن تغيُرِ شوارع الحي الصغير و صاغت في رسالتها جزء، وجزء فقط من نبضات حب سكنتها ودونت فيها بعض من تطورات حَملها حتى يكون معها في كل ما يتعلق بطفلهما القادم عله يعود من أجله\ أجلها..
وصلته الرسالة ووصلته أخرى ثم أخرى لكنه فضل التجاهل و الغياب بصمت مطبق متكتما على أخبارهـ مبتعدا عنهم وحين قرر العودة عاد عاد ليبارك لأخيه زفافه التقليدي الذي استطاع هو الفرار منه وتدين بعض النقود ليصدم عند بوابتهم القديمة البالية الذي رسم عليها الصدأ سنين الصبر الصامت بطفلة هي أقرب ما تكون كربونته بعينيها السوداويين وبلون شعر حالك السواد ترتدي فستانا ذهبيا مطرزا بلون كرزي في عمر اليراع تسير أمامه لم يتمالك نفسه بسؤال فضول بادر بالخروج ..
- يا حلوة ما اسمك ؟!
- بتول
أمسكت بيدهـ الطفلة تقودهـ إلى حيث يوجد العريس سامي - أخوه - في لحظات كهذه وبعد غياب خمس سنوات توقع أن يستقبله أخوه بأحضان وترحيب بدلا من أن تشخص عينيه ويشحب وجهه ويرميه بسؤال يقطر صدمة وذهولا
- كيف عدت ؟
( ببرود) – عدت بالطائرة لبلدي وعائلتي بعد أن فقدت وظيفتي في بلد الغربة لا يوجد أجمل من أرض الوطن .. سامي من هذهـ وكأنها توأم لنا
- هذ من المفترض أن تعتبر تقريبا ابنتي بعد أن أتزوج الليلة من والدتها التي حصلت قريبا على الطلاق الغيابي..بدلا من أن تكون ابنتك !!
مادت به الذكرى فطاف طيف عتيق لفتاة هيفاء ناعمة في عمر الطفولة حَملها ذنب تقليد الزواج العائلي فرحل عنها بالأحرى عن عائلته وتهديداتهم .
وطيف أخرى لرسائل تفوح منها شذى لعطر زوجته – من كانت زوجته – تُرمى في نفاية قرب مدفئته دون أن يفتحها !!
الخميس، مايو 29، 2008
طفل الخامسة

ظلام دامس وجوٌ تشبثت ذرات الماء به خوفا من الصمت الناطق من كل زاوية من الخطر السير ليلا في مدينة فلسطينية فأي عقل أملكه لأخرج في هكذا ليلة ؟ أأترك منزلي واختار أن أترنح في أزقة رفح البائسة من أجل صور لمشردين أغبياء .. تبا لهذه الصناديق والنفايات القذرة و رائحتها المزعجة ألم يعد أحد يجمعها ؟ هبت نسمة قصيرة حملت رائحة غريبة خانقة حادة كرائحة الموت .. المقرفة حين أشتمها في جنائز الفقراء ! تتبعت الرائحة و اقتربت من بوابة صدئة انظر إلى الداخل ما هذا.. قبر جماعي ! أموات مقرفصون وأموات يتحدثون وأموات يسرون ..يكتسيهم الرماد والكثير من الأشباح الصغار التي تتحرك في كل مكان رفعت كمرتي التقط صور للِخيام المتكدسة بجوار بعضها البعض بلا فسحة بينها والطحالب التي بنت لنفسها عرشا على خيام هؤلاء الـ ..المساكين وألتقط أخرى لعجائز يتوسدون الحجر وربما يموتون عليه صورا ليست بغريبة عن أعيننا نحن كصحافييوا حرب لكن بتأكيد هي غريبة على البعض الذيـن لم تطِر القنابل يوماً فوق منازلهم وغريبة عن الذيــ... تبا هناك حركة قربي .. عدت للوراء مجفلا .. اجتاح أطرفي الاربعة رعب حقيقي ربما هناك جنود يهود يحومون حول الملجأ – المقبرة –وربما أحد المقاومين من أبناء رفح وملابس بسترتي الجلدية و بنطالي المنشأ لا تساعدني لأكون مع أحد الطرفين.. أحاول إظهار بطاقتي الصحفية،متماسكا أعصابي بصعوبة كاتما صرخة ارتفعت من أقدامي ووصلت إلى طبلة أذني
انتظرت تقدم أحدهم أو رصاصة تمرق من بين عيني لكن لاشيء يحدث حثني فضول الصحافي لأقتربت بهدوء من مصدر الصوت بدل أن أفرذ هاربا حامدا ربي للفرصة التي لن تتكرر ، هه إنه طفلٌ ربما في الخامسة..!
شعر طويل قليلا حالك السواد ملامحه أشبه ما تكون بالقمر لولا ضمور في خديه ويدان تخربش بهدوء شديد على الأرض هناك هالة من الحزن على الصغير لم أستطع تجاهلها والعودة إلى وسط المدينة مكتفيا بما إلتقطت من الصور له لم يشعر بدنوي منه أو شعر ولم يأبه .. - لمَ مازلت صاحيا يا صغير؟ - .... .. . - رسمتك تبدو ..كحصان .. - كلب - حسنا .. تبدو ككلب أمام منزل جميل.. .. يأكل الكثير من الطعام - أمي . - أمك ؟؟ - الكلب ..الكلب يأكل أمي .. ...ويضربني ..يرمي النار على أبي .. أنـ..ــا .. .. أخذ يئن بصمت ودمعات على خديه جرت مسرعة تعرف طريقها أردت حينها العودة من حيث أتيت إلى ذاك الزقاق الجانبي بلطف ظلامه وجمال رائحته وصناديقه الكبيرة، إلى منزلي ..
إلى عالم لا يبكي فيه الأطفال بهذا الحقد والألم بدأ يطرق الأرض حتى ظننتها أرجفت من ضرباته فناديته ،حاولت تهدئته و إنه لا يسمع صوتي أمسكت يديه.. ضمني بقوة بدأ يبكي ويبكي حتى نام متشبثا بي .. لم اعد أشعر بما حولي فجأة جَمد فكري وشل منطقي السليم فقط اعلم أنني أسير كرجل أبله يتعلق به طفل صغير
أخرجه بلا تصريح من مقبرة تسمى ملجأ في شوارع مدينة بدأ النهار يتسلل إليها.
الأربعاء، مايو 28، 2008
هديـل .
كحب الماضي لنا
