الأربعاء، يونيو 25، 2008

ماشي على التقاليد صح !

شارع المجتمع - مدينة التخلف
مدام تحكمنا التقاليد ونمشي على عادات غبية توارثناها من سنين الجاهلية ليش نعيش ونسمي أنفسنا أحرار ليش نفكر .. ونتعب هالعقل في أي شي مدام هالاعراف تتحكم في كل شيء .. ليش الي يخالفها . يتاخذ مسخرة والي ماشي معها يكون قمة الاحترام .. و ينقال عنه صح وهو في الحقيقة قمة التخلف لازم نتكلف في توافه تتعبنا نفسيا وماديا .. لـ مجرد شكليات عادات يقولون غريب و صابه مس من جنون .. ما مشى على التقاليد نتزوج أغراب ونفترق بخسارة حاطين النجاح شهادة والرسوب فقر .::. محظوظ ذاك المهاجر .. لاهو بقيد محكوم ولا بكلام الناس ملزوم لا عيون كرية تراقب همساته وعطساته ومعذور لو أخطا ومسموح لو تجاوز وحنا الي مكروفين هنا بالشكليات .. والتقاليد والاعراف وكل التخلف الي يحيط فينا لو حققنا جزء من أمنياتنا .. فحنا منبوذين وتقتلنا النظرات وتحاصرنا الاسئلة والعتاب اف .. من هالمجتمع ما يفرق بين دين وعادة بين شرع وعرف بين جنة الاسلام وجحيم الالتقاليد .::. حنا ولا شيء اذا كنا زي الي قبلنا في كل الي سووهـ نكون مجرد كوبي بيست نسخ لصق ,, لمجتمع ماضي نبي نعيش يا ناس بالطريقة الي تعجبنا ونتصرف بالطريقة الي نتوقعها صح . وخلو خلق الله تتصرف زي ماتبي مدام حدودها دين الله ورضاهـ فكونا من مشنقتكم واحكامكم اعتقونا لوجه الله

السبت، يونيو 21، 2008

ابتسامة الريح

.

رمز لسخرية الأحداث العصيبة الكائنة من تلقاء نفسها

ونكون نحن أيادي لفعلها في حياتنا القصيرة مؤثرين بحياة من حولنا

مثلا حين تنثر بين الإخلاء السموم كلهم في بعض يظن

وبعد الكفن يكشف المستور أن ما كان أشواك ظنون مجرد خيال مدفون

أو حين تبذل راية بيضاء في مساعدة بين أحباب

فتسرع بذلك الهدم المحتوم بينهم

تقف تسأل الكون الواقف بشموخ كيف له ألا ينتحب بكاء

أكان من المقدر أن نحيا دون أرواح محطمه

نبض صخر

- ولد حنا ما نلعب هنا .. إذا فكرت تغلط بالحسابات دور شركة ثانية ..

كانت تلك أول جملة سمعتها في أول لقاء لي مع الصخر بعد بدء العمل

اليوم وبعد خمس سنوات ها أنا خلفه أقف كما هو واقف

نرقب شاشة إعلان المناقصات إن لصفقة اليوم طابع مختلف

الربح والخسارة احتمالاتهما في ميزان واحد وبكفتين متعادلة

بين فنية وأخرى أتطلع إليه بقامته العريضة ووقفته المستقيمة و ملامحه الحادة

و أرى العاملون أكثر منه توتراً وتوجسا من النتائج المرتقبة

لا علّم لي بأحد يطابق اسمه شكله كما هو (صخر) لا تهزه المشاعر أبدا هذا إن كان له قلب ينبض في الاصل

لكم مرةٍ خسر وفي كل مرة يضاعف الخسارة ربحاً ولكم من أرواح شتت وتبعثرت جراء سعيه لـ شركته العريقة !

تغيرت أرقام الشاشة أسمع في صالة الموظفين همهمات غريبة

أطرقت برأسي أستمع للعبارات المواسية..

-أستاذ صخر تعوضها بخير ,,, أبو عبد الله راحت تجي غيرها ان شاء الله ...الخ

وكعادة أبي يقطع تملقهم وينظر إليهم بنفس الملامح وخطوط الوجه

يرسل عبارته المشهورة بعد كل خسارة تحدث - مع ندرة حدوثها -

_ اشكر لكم تواجدكم غدا إجازة .. ليعد كل إلى مكتبه....

أكمل عبارته!وياللعجب

_عبد الله أبيك توصلني لشركة أبو محمد الآن .. ..

اتجهت إلى سيارتي وبدأت بمضغ علكة من نوع ما عل ذاك يخفف من خفقات قلقي

المكنى أبو محمد ذاك والذي ربحت مناقصته اليوم يكون والد خطيبتي

ومع خسارة الوالد.. احسب خطوط النور التي كنت أتأملها في مستقبلي بدأت تضمحل

وتطغى عليه كغاماة رمادية صورة لـ صخر مملوء بمرارة الخسارة

ما الذي أستطيع فعله هل أسمح بحل خطبتي لمجرد أن والدها ربح ..؟

تصبرت وأنا أردد قوله تعالى( ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا )

علني أهدهد أعصابي النافرة في صمت الطريق الرهيب

استرقت النظر إلى ملامحه الهادئة الخشنة ..

لم تتغير وكأنه لم يخسر فلسا ..وكأنه ليس متجها لإفساد حياتي حياة إبنه

استمع لصوت قادم يجري من أول مقابلة لي معه في الشركة"" نحن لا نلعب هنا ""..

نعم هو لا يلعب سوى بالمال وبخطبة ابنه

شددت أعصابي مع توقفنا أمام مكتب من أريده أن يكون حمّاي

وكل شياطين الدنيا تتنطنط على رأسي تحثني على إيقاف أبي والعودة به إلى مكتبه حيث ينتمي

أو حتى الصراخ علني أمنعه مما هو مقدم عليه

- أبو محمد مبروك الربح إن شاء الله دايم..

- دامت أيامك ..و معوض بخير أبو عبد الله تدري السوق يوم لك ويوم عليك ..

- أكيد ..وبناسبة فرحتك اليوم بغيت افرح معك وأعوض خسارتي ونحدد موعد ملكة العيال .. ..

تسارعت أنفاسي حتى توقفت لقد حدث ما لا أتوقع أن يصدر من صخر لا ينبض قلبه

أيبارك لغريمه نجاحا خطف من بين يديه .. ولأجل من .. لأجلي !!

رواسب الذكريات تغيب ثم تعود كسراب بعيد لتدك هواجسي البلهاء

لتتدافع وتزدحم صور الماضي فرغم كل الجبال التي تغلف صخر وتعاملاته

كيف تناسيت نبض صخر !!

مساعداته لي في كل مكان

موافقته لمصاهرة أكثر منافسه قوة من أجلي ابتسامته بشاهدتي الجامعة رغم تدني مستواها

ضحكاته عندما يرتفع صوتي بتقليده, لعبه معي ..هداياه لي

وأشياء أخرى كأبي ليس كصخر .!

.

الأربعاء، يونيو 18، 2008

شركـــــــة

على الشاطئ ترامت أطراف الأمواج البيضاء نقيـة تلاعب الصغار الملتحِفــة أقدامهم الصغيرة بالرمال , والآباء تلتف أعينهم حيث الضحكات تتعــالى، كانت تبتســم لطفلنا هنـاك وشعره الأسود قـد عـبثت به أصابع نسمات الصيف وتوردت وجنتــاه وهو يناديها , أظن يومها حضرت اجتماعاً للشركة مع البنك لذا لم أكن معهم .
اقتربت من مقعدها الذي يحتويـها أمسكت بجهاز التحكم أطفأته , فانسدل الستار على ذكريات تبثها الشاشة واختفى نور كانت تبثه تلك اللقطات المصورة الأخيرة .
رحيله هكذا.. فجأة ! صغيرًا غريقاً أحاطنا بوهن .. وهن موجعٍ لم نستفق منه بعد
زمن طويل عشته مرًا..طويلا بطول لحظات كانت ستكون باسمة.. مرت بدونه
كيوم نجح أصحابه وأرسلوا هديته, وكنت ناسياً لموعد صدور النتائج كالعادة ولم تذكرني به كما كانت تفعل قبل رحيله.
ويوم ارتدي ابن الحارس ثوبا قديماً من ثيابٍ أهداها له صغيرنا وأتى يشكرني عليها, و لم أتعرف على الثوب.
مر ذلك الزمن دون اختفاء صوته من أذنيّ ونظراته البريئة الصافية من جمجمتي
لو لحظــة أو حتى أقــل..أقل من لحظة ..مازلت أختزن ألم البعد عنهم في ذلك الزمن .
دموعها تلألأت فانحنيت للأرض أتوسدها أطلب صلابة كصلابتها و التقطت عبراتها حين طأطأت برأسها ؛ اعتراني خوف عوتها لحالتها الأولى , تلك التي قبل أعوام؛ غضب من كل شيء وعلى كل شيء ألغى طاقاتها وذوت روحها , تجاهلت كل شيء سِوا غرفة تنفس فيها مهند , كانت تناضل بطريقتها لتتكيف مع رحيل صغيرنا واكتفيت أتوجع فقده وفقدهـا في آن واحد.
حتى عادت لي تشكيني و تشكيه، ففتحت لها.. أذن تسمع و تجلـداً ما كان فيّ لكنني لبستـه لأجلنا وتقبلت كوني لم أكن أب حقيقي لـمهند فقد كان همي توفير شركة يترأسها إن غدا كبيرا .
تمتمت - أخاف أنسى ملامحه يا عمر
رفعت بسبابتي رأسها من طأطأته أمعنت النظر لعينيها الواسعتين أرى صراعاً فيهما و كبلني بذهول ولادة شيء جديد مبعداً قليلاً ذلك الحزن البارد
أمل .. هناك في أطراف عينيها ..أمل !! فرحة مختبئة خائفة , و بيأس أظهرت بسمة جاهدت في رسمها وكأنها تؤدي واجب مفروض عليها قالت :
-أنا حامل
رعشة باردة وصمت.. صمتٌ لم أرده طوقني.. صغيرٌ آخر !
من جديد هل أنا أستطيع..ابتعدت تربعت .. ويداي ضممتهما لي من جديد , من جديد لمَ ..لا لم .. مشاعر مختلطة ولمحة ارتباك ...
وأعداني أملها الدفين ورغبتي أن أرى ابتسامة زوجتي مرة أخرى
أظنني قريبا .. بل من الآن سأعكف على مشروع بسمة أصنعها و سأكون موجوداً.. نعم سأكون موجودا في كل لحظة فأنا أتعلم من أخطائي, أخبرتها أن طفلنا سيكون شركتي الجديدة التي سأهتم بها أنا وهي معاً وكنت أحلا شركة يا بنتي .
- بابا إن كانت الشركة الجديدة التي ننتظرها ولداً.. أنسميه مهند .

السبت، يونيو 14، 2008

سنة ونص !

مدينة الحيارى - شارع التشتت للقوى الضائعة
قالت بحماس وشيء يرفع الراس..
اريد أن أطور كل مواهب أنا لدي الكثير من الطاقات وكلها اريد تنميتها لكنني الان محتارة هل أدرس التصميم الإزيائي أم الديكور الهندسي
بقيت صامتة جدا هادئة جدا خوفا أن اقول شيئا خاطئا فهذا مستقبلها وهو شيء مهم جدا ولا اريد ان اكون سبب نكسة أو اكتئاب او انتحار لاسمح الله وطال صمتنا .. فقلت سؤالا.. لا يعني شيئا فقط لمجرد حثها على اكمال خططها ومتابعة سالفتها وليتني ما سألت ..إذ كان الجواب مفجعا
منذ متى وانت محتارة؟
هل تتخيلون الجواب ؟ لا لاأظن تجيبون رقم قريب ..
سنة ونصف .. وياللهول
تخيلوا معي ان يحتار احدهم في شيء ما لسنة ونصف ,, أيقنت أنها تحلم كما يحلم الجميع بعد ان صعقت بصوت جهوري لصدمة الجواب اخبرتها عن حكاية احداهن تقول صاحبة القصة :
الكثير من الاشياء والمواهب اخفيتها لأجل تخصص اخترته \ احببته عندما قررت اي تخصص جامعي سأدرس إخترت حياة بطولها وعرضها لذا عندما تواجهني سنة فراغ أعرف اين ابحث عن خزان يملائها اني ابحث في ذات الشيء الذي اخترته لحياتي من البداية كدبلوم دراسة او دورة في حول القسم .. او حتى وظيفة او بحث بسيط
يا عرب التشتت لا يفيد شخصنا وذاتنا .. ولا يعلمنا شيئا .. ولا يفيد مجتمعنا .. التشتت وتوزيع طاقتنا على أشياء عديدة بلا رابط وهدف محدد لا يعطي نتائج ولا انجازات هناك مقولة رائعة تقول ..
انك إذا أعطيت قضية فضلة وقتك ( يعني الي يزيد من وقتك ) أعطتك القضية فضلة النتائج ( نتائج متواضعة!! ) أما إذا أعطيت قضيتك ( كلك ) فـ القضية يعطيك كله
.::.

الأحد، يونيو 01، 2008

عَودةُ ميت

عَودةُ ميت

في صبيحة يوم بعيد رسمت المعاني بأمل رقيق بشوق الدنيا خطت الحروف وبحب الوفاء شكلتها وكلها أمل بعودة قريبة ثم أودعت الرسالة لصديق راحل إلى حيث هو

حدثته عن تغيُرِ شوارع الحي الصغير و صاغت في رسالتها جزء، وجزء فقط من نبضات حب سكنتها ودونت فيها بعض من تطورات حَملها حتى يكون معها في كل ما يتعلق بطفلهما القادم عله يعود من أجله\ أجلها..

وصلته الرسالة ووصلته أخرى ثم أخرى لكنه فضل التجاهل و الغياب بصمت مطبق متكتما على أخبارهـ مبتعدا عنهم وحين قرر العودة عاد عاد ليبارك لأخيه زفافه التقليدي الذي استطاع هو الفرار منه وتدين بعض النقود ليصدم عند بوابتهم القديمة البالية الذي رسم عليها الصدأ سنين الصبر الصامت بطفلة هي أقرب ما تكون كربونته بعينيها السوداويين وبلون شعر حالك السواد ترتدي فستانا ذهبيا مطرزا بلون كرزي في عمر اليراع تسير أمامه لم يتمالك نفسه بسؤال فضول بادر بالخروج .. - يا حلوة ما اسمك ؟! - بتول

أمسكت بيدهـ الطفلة تقودهـ إلى حيث يوجد العريس سامي - أخوه - في لحظات كهذه وبعد غياب خمس سنوات توقع أن يستقبله أخوه بأحضان وترحيب بدلا من أن تشخص عينيه ويشحب وجهه ويرميه بسؤال يقطر صدمة وذهولا

- كيف عدت ؟

( ببرود) – عدت بالطائرة لبلدي وعائلتي بعد أن فقدت وظيفتي في بلد الغربة لا يوجد أجمل من أرض الوطن .. سامي من هذهـ وكأنها توأم لنا

- هذ من المفترض أن تعتبر تقريبا ابنتي بعد أن أتزوج الليلة من والدتها التي حصلت قريبا على الطلاق الغيابي..بدلا من أن تكون ابنتك !!

مادت به الذكرى فطاف طيف عتيق لفتاة هيفاء ناعمة في عمر الطفولة حَملها ذنب تقليد الزواج العائلي فرحل عنها بالأحرى عن عائلته وتهديداتهم . وطيف أخرى لرسائل تفوح منها شذى لعطر زوجته – من كانت زوجته – تُرمى في نفاية قرب مدفئته دون أن يفتحها !!

الخميس، مايو 29، 2008

طفل الخامسة

ظلام دامس وجوٌ تشبثت ذرات الماء به خوفا من الصمت الناطق من كل زاوية من الخطر السير ليلا في مدينة فلسطينية فأي عقل أملكه لأخرج في هكذا ليلة ؟ أأترك منزلي واختار أن أترنح في أزقة رفح البائسة من أجل صور لمشردين أغبياء .. تبا لهذه الصناديق والنفايات القذرة و رائحتها المزعجة ألم يعد أحد يجمعها ؟ هبت نسمة قصيرة حملت رائحة غريبة خانقة حادة كرائحة الموت .. المقرفة حين أشتمها في جنائز الفقراء ! تتبعت الرائحة و اقتربت من بوابة صدئة انظر إلى الداخل ما هذا.. قبر جماعي ! أموات مقرفصون وأموات يتحدثون وأموات يسرون ..يكتسيهم الرماد والكثير من الأشباح الصغار التي تتحرك في كل مكان رفعت كمرتي التقط صور للِخيام المتكدسة بجوار بعضها البعض بلا فسحة بينها والطحالب التي بنت لنفسها عرشا على خيام هؤلاء الـ ..المساكين وألتقط أخرى لعجائز يتوسدون الحجر وربما يموتون عليه صورا ليست بغريبة عن أعيننا نحن كصحافييوا حرب لكن بتأكيد هي غريبة على البعض الذيـن لم تطِر القنابل يوماً فوق منازلهم وغريبة عن الذيــ... تبا هناك حركة قربي .. عدت للوراء مجفلا .. اجتاح أطرفي الاربعة رعب حقيقي ربما هناك جنود يهود يحومون حول الملجأ – المقبرة –وربما أحد المقاومين من أبناء رفح وملابس بسترتي الجلدية و بنطالي المنشأ لا تساعدني لأكون مع أحد الطرفين.. أحاول إظهار بطاقتي الصحفية،متماسكا أعصابي بصعوبة كاتما صرخة ارتفعت من أقدامي ووصلت إلى طبلة أذني

انتظرت تقدم أحدهم أو رصاصة تمرق من بين عيني لكن لاشيء يحدث حثني فضول الصحافي لأقتربت بهدوء من مصدر الصوت بدل أن أفرذ هاربا حامدا ربي للفرصة التي لن تتكرر ، هه إنه طفلٌ ربما في الخامسة..!

شعر طويل قليلا حالك السواد ملامحه أشبه ما تكون بالقمر لولا ضمور في خديه ويدان تخربش بهدوء شديد على الأرض هناك هالة من الحزن على الصغير لم أستطع تجاهلها والعودة إلى وسط المدينة مكتفيا بما إلتقطت من الصور له لم يشعر بدنوي منه أو شعر ولم يأبه .. - لمَ مازلت صاحيا يا صغير؟ - .... .. . - رسمتك تبدو ..كحصان .. - كلب - حسنا .. تبدو ككلب أمام منزل جميل.. .. يأكل الكثير من الطعام - أمي . - أمك ؟؟ - الكلب ..الكلب يأكل أمي .. ...ويضربني ..يرمي النار على أبي .. أنـ..ــا .. .. أخذ يئن بصمت ودمعات على خديه جرت مسرعة تعرف طريقها أردت حينها العودة من حيث أتيت إلى ذاك الزقاق الجانبي بلطف ظلامه وجمال رائحته وصناديقه الكبيرة، إلى منزلي ..

إلى عالم لا يبكي فيه الأطفال بهذا الحقد والألم بدأ يطرق الأرض حتى ظننتها أرجفت من ضرباته فناديته ،حاولت تهدئته و إنه لا يسمع صوتي أمسكت يديه.. ضمني بقوة بدأ يبكي ويبكي حتى نام متشبثا بي .. لم اعد أشعر بما حولي فجأة جَمد فكري وشل منطقي السليم فقط اعلم أنني أسير كرجل أبله يتعلق به طفل صغير

أخرجه بلا تصريح من مقبرة تسمى ملجأ في شوارع مدينة بدأ النهار يتسلل إليها.

الأربعاء، مايو 28، 2008

هديـل .

كنت أعرف حرفها قبل رحيلها أعرفها بشكل عادي ، ككل الحروف التي اعرفها هديل الحضيف صاحبة المدونة الجميلة والكتاب القصصي البسيط بكل روعته والان بعد ان رحلت جمعت حروفها وتتبعتها لم أرد أن تأسرني هكذا ! بكل هذا الشغف .. والشوق لكنني أعترف . أنا لا أثق الا بالاموات .. تلك الثقة العمياء لن أخاف خيانة أو تجريح أو حتى تجاهل أو أيشيء فهم ثابتون .. بكل أوراقهم وآثارهم ربما .. لذلك لا أحزن على الاموات كثيرا كما هم يحزنون رحمها الله

كحب الماضي لنا

"..قدْ نقررُ ركل الماضي واستقبال المستقبل .. لكن كحبنا للحياة كحب الماضي لنا .. ينبشُ أظفاره مبقياً على وجوده رغماً عنا .." .
لاشيء يكدر صفوَ دُنياها وشاعرية أُمنياتها وزهرة أحلامها وابتسامة فرحها .. سوى ذكرى قهقهة مجلجلة غريبة تأتيها من عمقْ عمقْ الذاكرة .. لتسري في روحها ناثرة ظلٍا اسود .. وكوابيس مخيفة تجهلُ صاحِبَها.. فيرسم خيالُها لملامحه صورة انسانية علّه بذلك يخفف فزعها تحسبه طويلا نحيفا وملامح أخرى كريهة اليوم يعود العمُ الأصغر بعد أيام من وفاة العمة الكبرى بعد 18 عاما من الرحيل لتظهر من جديد تلك الحكاية .. العمة الحانية الرؤم – المتوفاة - كانت سبب رحيل أخيها الأصغر لخارج البلاد ..! تشعبت المسرات في العائلة ..فالابن المدلل عائد أقيمت حفلة الاستقبال وحضر الحضور ارتدت هي ثوبها النيلي المطرزَ بالأبيضِ ورفعت شعرها الحالك السواد لتظهر البشرة البيضاء الشاحبة .. ستذهب إليه حاملة كأس العصير .. قْد أعدت طريقة مرحةً لاستقباله وأخرى لبقة لسؤاله عن غيابه الطويل مخفية رغبة ملحة في معرفة سبب رحيله والعداوة التي نشأت بينه وبين عمتها الحبيبة ولقافه أنثوية لمعرفةِ ملامح العم الغائب .. - مرحبا أميمه ..مرحبا بابنة أخي الجميلة منذ صغرها .. هات عنك الصينية ..! رفعت رأسها لتنظر إليه بطرف خجول خُطفت ابتسامتها وجمدت أطرافها لصعق ذكريات الطفولة القديمة قديمة بقدم صوت كوابيسها و الصور تترا ..عمها الطويل النحيف ويداه تعبث على جسد البراءة غابت عن الوعي متمنيةً عودة العمة لزيحه من أمامها من جديد . .

تدوينة أولى

كتدوينة أولى هنا .. ما أريدها إلا نهاية لعبث التأمل في مدونات الآخرين وعلى العتبة .. سأعلق لدي مدونة : ) وسأبقيها خفية عن أؤلائك المقربون لانني هنا سأكون مثالية .. وهم لايعلمون أو لا يردون أن أن يعلموا [ كل يوم نزداد غرابة ]